"البوليساريو" تمنع مسلحيها من نقل جثث زملائهم الذين يقتلون في المنطقة العازلة وتحظر نشر صورهم وإقامة عزائهم
منعت جبهة "البوليساريو" الانفصالية مسلحيها من نقل جثامين زملائهم الذين تستهدفهم القوات المغربية عند دخولهم المنطقة العازلة بالصحراء خلف الجدال الأمني، وهو القرار الذي عممته أيضا على جميع وسائل الإعلام التابعة لها، وذلك بعد أيام من "تعميم تعليمات" على المكلفين بمواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها تطالب فيها بعدم نشر أي معطيات عن خسائرها ما لم تعترف بها بشكل رسمي.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر صحراوية، فإن الجبهة التي تتكبد خسائر في الأرواح جراء تعرض عناصرها في المنطقة العازلة للاستهداف من طرف القوات المسلحة الملكية عبر الطائرات المسيرة "الدرونز"، أمرت بعدم نقل القتلى وحتى المصابين "الذين لا يُرجى شفاؤهم" من مكان سقوطهم، كما ترفض إقامة مراسيم العزاء للضحايا داخل مخيمات تندوف، وهو الأمر الذي بررته برغبتها في عدم "ضرب معنويات" المقاتلين الذين تصفهم بـ"جنود جيش التحرير الشعبي".
وقبل أيام وجهت قيادات الجبهة تعليمات كتابية إلى الإعلاميين التابعين لها حول كيفية التعامل مع تحركاتها وأخبار القتلى والجرحى، داعية إياهم إلى "التوظيف الجيد للمعلومات" والتركيز على ما وصفته "خسائر العدو"، معتبرة أن "إفشاء المعلومات يعد غدرا وخيانة للجيش الصحراوي" لكونه يقدم "معلومات بالمجان للعدو"، وذلك بعد تزايد حديث صفحاتها عن ضحايا الطائرات المسيرة المغربية وسط المنطقة العازلة التي ظلت تصفها بـ"الأراضي المحررة".
وجاء في تلك التعليمات أنه "يمنع كليا نشر أي معلومات حول عمليات الجيش الشعبي الصحراوي قبل نشرها على وكالة الأنباء الصحراوية أو بثها على التلفزيون الوطني، مثل الأقصاف والعمليات النوعية"، مشددة على أن المنع يطال "المكان والتوقيت والناحية والصور ومقاطع الفيديو".
وبخصوص قتلاها قالت الجبهة الانفصالية إنه "يُمنع نشر أخبار عن استشهاد مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي"، بالإضافة إلى منع نشر "موقع الاستشهاد واسم الشهيد وصورته ورتبته وناحيته"، على حد تعبير مراسلتها، وأوردت أيضا أنه يمنع نشر أي معلومات عن الجرحى على غرار ما ينسحب على القتلى، داعية إلى اعتماد مبدأ "السرية".